كيفية توليد البيانات المتعلقة بالمناخ مستقبلاً
يمثل المناخ معدل أحوال الطقس في موقع محددوخلال فترة زمنية معينة من العام. فالطقس يشهد تغيراً من يوم لآخر، بينما يبقى المناخ ثابتاً نسبياً. أما في حال لم يبق المناخ ثابتاً، عندها نطلق على هذه الحالة مصطلح تغير المناخ. ومن الأهمية الحاسمة بمكان فهم الاختلاف بين تغير المناخ وتباين المناخ:
تباين المناخ: طريقة تقلب المناخ بين السنوات عند قيم أعلى أو أدنى من المعدل.
تغير المناخ: التغير طويل الأجل في معدل أحوال الطقس.
تأثير تغير المناخ وحاجتنا إلى تدقيق البيانات
تظهر الدراسات المنفذة لتقييم تأثير تغير المناخ على المستوى العالمي - كالتقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC reports) - حاجة إلى محاكاة متطورة للمناخ المحلي، بسبب غياب امكانية استخدام نماذج الدوران العام مباشرة في أي نموذج هيدرولوجي أو محصولي.
في الوقت الراهن ثمة 20 نموذجاً للدوران العام من إنتاج مراكز البحوث في العالم (http://cmip-pcmdi.llnl.gov/cmip5/)، حيث يقوم "إكبا" بتقييم النماذج الأفضل تمثيلاً لمناخ إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بعدها يستخدم تقنيات تدقيق البيانات للحصول على بيانات محلية أكثر تحديداً. ويؤدي تدقيق البيانات إلى ربط متغيرات المناخ العالمي وحالات الاختلافات الشديدة فيه مع المتغيرات المناخية والمائية الإقليمية أو المحلية أو كليهما. كما توفر هذه العملية أدوات لتوليد بيانات مركبة حول الطقس تعد مطلوبة لدراسات تقييم تأثير تغير المناخ. إذ ثمة نمطان من تقنيات تدقيق البيانات هما النمط الديناميكي والنمط الإحصائي.
يجمع النمط الديناميكي لتدقيق البيانات بين بيانات نموذج المناخ ذات الدقة المنخفضة مع نماذج محلية للتنبؤ بالطقس لإنتاج بيانات مناخية ذات دقة عالية. وعادة ما يستخدم نموذج المناخ الإقليمي لتوفير مؤشراتمناخية ليصار إلى إدخالها في نماذج هيدرولوجية ومحصولية لتقييم تأثيرات تغير المناخ على المستوى المحلي.
أما النمط الإحصائي لتدقيق البيانات فيمثل عملية من خطوتين، الأولى تكمن في تطوير علاقات إحصائية بين متغيرات المناخ المحلي (من قبيل درجة حرارة الهواء السطحي والهطولات) والمتنبئات واسعة النطاق (كمجالات الضغط على سبيل المثال)؛ والثانية تتمثل في تطبيق علاقات كهذه على نتائج نماذج الدوران العام التي تحاكي أحوال المناخ المحلي في المستقبل.